قبل أن أبدا فى كتابه مقالي فكرت فى العنوان فهل اكتب عنواني التأر بين الدين والجهل فاوقفتنى كلمه الجهل كثيرا ومنها بنيت عليها أساس مقالتي .
فليس الجهل هو سبب التأر فى الصعيد ولا كان مستوى التعليم دليل على مساله الثأر التى نرى اخبارها بصورة شبه أسبوعية وان لم تكن بصورة شبه يوميه ولكن الأعراف والتقاليد التى تتستر على معظم أحداثها ولا يتم الإبلاغ عنها لان الأعراف والتقاليد تقول ان الحكومة ليس لها دخل فى مشاكلهم فالحل دائما او كما يعتقدون بيدهم .
وقدا بدأت قصه الثأر من منظور ديني وهو القصاص العادل فى نظر الصعايدة بعيدا عن تدخل اى جهات خارجيه ولو كان حقهم سياتى عن طريق القضاء ولكن مع تطور الزمن العقول اصبح الثأر يأخذ منطق الانتقام فلم يصبح المنشود شخص بعينه ولكن أحيانا تصل لإبادة عائلة كامله ويتوالى الثأر بالمثل وتحول القصاص العادل فى نظرهم الى انتقام وحقد وحب للتشفي وبالطبع ذلك لابد ان يكون بعيدا عن الحكومة فهم يمثلون حكومة انفسهم ولا يجب ان يكون هناك سلطان عليهم فى اى قرار يتخذوه .
ويعتبر الصعايدة ان الثأر هو كرامه وفخر لهم فان لم يأخذ بالثار فلا كرامه له .
والغريب ان مهما كان هناك من حالات صلح يتدخل فيها كل الجهات المتصارعة والحكومة وكل من بيده ان يحل هذا الموضوع وبعد حله يعود الثأر مره اخرى فالأخبار التى نتابعها كل فتره فى مساله الثار نجد مثلا ان العائلتين قد تم بينهم اكثر من جلسه صلح من قبل ومهما كانت جلسات الصلح ناجحه وبحضور شخصيات مسئوله فبداخلهم بالتأكيد توجد الضغائن وتكون الأطراف المتنازعة فى انتظار اى فرصه لإلغاء الصلح وكانه لم يحدث واحيانا يتم إلغاؤه بدون اى سبب سوى للانتقام فقط .
فالجهل او العلم ليس هو سبب الثأر ونرى ذلك جيدا فى كل جرائم الثأر فمعظم متعلمون وبالعكس فهناك من يحمل شهادات تعليميه رفيعه ولكن مساله الثأر هذه تمثل كرامته وكرامه عائلته والكرامة هى أغلي الأشياء .
وارى أنه لا يوجد سبب واحد يمكن ربطه بكل حوادث الثأر لكنها إجمالاً تكون بين عائلات وبمجرد بدايتها لا يمكن التنبؤ بما سوف تنتهي إليه، ومتى و أن الثأر قد يشتعل نتيجة علاقة بين شاب وفتاة من عائلتين لا تنال رضى الكبار فتؤدى إلى معارك دموية انتقاماً لشرف العائلة. ويقول البعض إن الخلافات العادية قد تتسبب فى معارك كبيرة أيضاً بين العائلات، منها على سبيل المثال أسبقية الرى أو المرور بين سيارتين، أو حتى الخلافات العادية بين الجيران، كما أن العائلات التى بينها نسب أو علاقات مصاهرة تكون حالات معرضة أيضاً لحوادث ثأر .
وفى أحيان أخرى تؤدى حوادث القتل الخطأ إلى ثأر عائلى فمثلا يصدم شخص بسيارته احد افراد عائله اخرى وهذا حادث يحدث عشرات المرات يوميا فيتحول الى ثار او اطلاق نيران فى زفاف للاحتفال ويقتل احدا فيتحول الى ثار او سبب ادهى وهو وجود شخص من عائله ثالثه ويقتل بالخطأ فى ثار ليس له ذنب فيه من بعيد او قريب فتتحول العائلة الثالثة للثار وهكذا تتوراث العائلات الثار حتى وان كان ليس لهم دورا فيه ولكن القدر وضعهم فى طريق الثار .
فبعد دراسه دقيقه وجدت ان خلال عام 2008 وقعت اكثر من 40 حاله ثار توفى فيها 65 شخص واصيب 35 شخص والعدد ليس قليلا وانما هو قليل فقط فى سنه 2008 مقارنا بالسنوات السابقه ففى عام 2007 وصل العدد الى 143 قتيل و60 مصابا فى اكثر من 50 حادث او محاوله للاخذ بالثار وكلنا بالطبع نتذكر مذبحه اولاد علام التى راح ضحيتها 22 شخص فى ضربه واحده منذ بضعه سنوات فبالتالى العدد ليس بالسهل وكلنا نتمنى ان يقل العدد بشكل كبير (1) .
فالعدد يتناقص منذ ثلاثه سنوات ولكن هذا ليس دليلا على انتهاء او تغيير فى فكر الصعايده بالاخذ بالثار ولكن ايضا ليس معناه ان الصعايده يسعون وراء الثار وينتظرون اى فرصه لحبهم للقتل والانتقام ولكن القدر هو من يضعهم على هذا الطريق الذي يمثل كرامتهم .
فالكرامه هى اساس الثار الذى تحول الى انتقام ومن الممكن ان يضيع فيه الكثيريين بدون سبب فمعالجه الثار ليس فى العلم او فى الدين فقط بل فى الثقافه وثقافه التسامح والتى يشرعها الدين لنا فالصعيد مهما قالوا عن اهتمامهم به مازال بعيدا عن الاحداث فيتم تصوير مساله الثار فى الاعلام وكان الصعايده يتصيدون الثار وينتظرون حدوث اى شئ للقيام بعمليات الثار لانهم أشرار والثأر يجرى فى دمهم ولكن الحقيقة انهم اطيب خلق الله يريديون ان يعشوا فى سلام وهدوء فحياتهم ليس بها احداث كثيرة وراضون بحياتهم ولا يريدون اكثر ولكن لا احد يفكر فيهم الا قليلا وحتى الاهتمام يكون بالمدن ولكن اين الاهتمام بالقرى والنجوع والقبليات الموجوده لابد من الاهتمام بهم حتى يظهروا فى المجتمع ويكون لهم دور اكبر من التهميش التام الذى يشعرون به ويتعلموا ثقافه التسامح فهم يشعرون ان لا احد يهتم بهم وبالتالى يريدون ان يتركهم الجميع فهم احرى بالاهتمام بانفسهم وان يكون لهم قانونهم الخاص .
ان التعتيم الاعلامى لما يحدث بالصعيد سبب من اسباب هذه المشكله فالاعلام لا يظهر هذه المشكله بالشكل الامثل او يعرض حلول وينزل الى قرى ونجوع الصعيد حتى اصبحت المشكله فى ايدي الصعياده انفسهم لحلها وهو ما يسبب مشكله اكبر فكما قلت اصبح لهم قانونهم الخاص يقومون بكل ما يريديون مادام لهم اعرافهم وقوانينهم .
